العلماء في كفاح مستمر لفهم كيفية احتواء انتشار كورونا

أحد الألغاز العظيمة للفيروس الإكليلي الجديد هو مدى سرعته في الانتشار حول العالم وقد بدأت لأول مرة في وسط الصين، وفي غضون ثلاثة أشهر كانت في كل قارة عدا القارة القطبية الجنوبية، مما أدى إلى إغلاق الحياة اليومية للملايين. وكان الانتشار السريع هو الشيء الذي فاجأ العلماء في البداية، وأصاب السلطات الصحية بالحيرة،وأفشل جهود الاحتواء المبكرة حيث من الممكن أن ينتشر الفيروس من قِبَل أشخاص يبدو أنهم أصحاء.
ومع عودة العمال إلى مكاتبهم، واستعداد الأطفال للعودة إلى المدارس، وتوق الناس إلى الحياة الطبيعية بزيارتهم للمراكز التجارية والمطاعم مرة أخرى، يشير العلم الحديث إلى واقع خطير: إذا كان بوسع الأشخاص الذين يبدون أصحاء أن ينقلوا المرض، فقد يكون من المستحيل احتواؤه.
يمكن أن يكون الفيروس قاتلاً،حيث أن 40 ٪ من الناس لا يعرفون حتى أنهم مصابون به”
وقد كشف الباحثون عن الاحتمال المخيف للانتشار الصامت للفيروس بواسطة المصابين الذين تظهر عليهم الأعراض والذين لاتظهر عليهم الأعراض ويظل تضخم أعداد المصابين بلا إجابة ــ وعلى رأس الاهتمام العلمي.
فالفيروس الإكليلي الصغير القوي يستطيع أن يفتح خلية بشرية وينشئ ورشة وينتج عشرات الآلاف من النسخ من نفسه في يوم واحد وما يثير دهشة العلماء هو أن نحو أربعة من كل ١٠ أشخاص مصابين لا يبدون أية أعراض.
إن براعة الفيروس لا تزال عالقة في أذهان العديد من العلماء وهم يشاهدون المجتمعات وهي تعيد فتح أبوابها، ويتساءلون ما الذي قد يحدث إذا لم يتم الكشف عن المصابين بدون أعراض إلا بعد فوات الأوان.