برامج رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة والمخيمات النهارية والتحديات التي تواجهها في ظل الوباء

يحاول الآباء في جميع أنحاء البلاد ملء الأيام الفارغة لأبنائهم هذا الصيف، بعد إلغاء العديد من المخيمات والبرامج بسبب الوباء. والتهافت على مواعيد اللعب والرحلات اليومية وغيرها من الأنشطة هو شاغل يومي، ولكن بالنسبة لمن لديهم أطفال من أضعف فئات المجتمع، فإن الحاجة إلى هياكل يومية تصبح أكثر أهمية.
يقول يافي شاينبرغ، المدير التنفيذي لمركز كايلا للأطفال الذي يدير مخيماً نهارياً في ثورنهيل، في مقاطعة مونت: “وصل الآباء إلى نقطة الانهيار ”
وتقول كاثي لازلو، المشاركة المؤسِّسة والمديرة لمنظمة تنمية وتنشئة الاستقلال (DANI) إن الأمر كان مشابها بالنسبة لعائلات الراشدين في برامجها، والذين كان العديد منهم محرومين من الحصول على الدعم خلال فترة الوباء وأضافت :عندما لا تكون هناك فترة راحة لا يأتي أي عامل صحيّ إلى بيتكم، ولا أحد ينزه طفلكمز لذلك كان عليكم ان تفعلوا ذلك طوال الـ ١٨ أسبوعاً الماضية على مدار الساعة، الأمر الذي شكل عبئاً على العائلات.
إنّ برنامجي KCC و Dani هما وحدهما من برامج الاحتياجات الخاصة التي أُعيد فتحها في أونتاريو حتى الآن خلال جائحة كورونا .
وتدير المؤسسة مدرسة وبرامج متنوعة للأطفال ذوي الإعاقة والحالات الطبية المعقدة. وقد كان المنظمون يتناقشون حول ما إذا كان سيتم افتتاحه هذا العام أم لا، بسبب المخاطر التي يشكلها الوباء غير أنهم أرادوا فعلاً دعم آباء الأطفال ذوي الاحتياجات المرتفعة الذين كانوا يتطلعون إلى صيف بدون الراحة التي يوفرها لهم المخيم.
تقول شاينبرغ: “نشعر وكأننا ننقذ الأرواح حرفياً بفتح المخيم ومنح الأطفال هذه الفرصة، وإعطاء والديهم فرصة التعافي من الصدمة التي عانوا منها في الأشهر القليلة الماضية”
(جولي هيغنز) واحدة من هؤلاء الآباء فابنتها إيميلي البالغة من العمر ست سنوات حضرت المعسكر منذ ثلاث سنوات. وتعاني إيميلي من متلازمة ريتر وهو اضطراب عصبي يسلبها السيطرة على جسمها كما أنها تعاني تشنجات عضلية قوية ومؤلمة وبعد عزلها في البيت أربعة اشهر مع ابنتها، اعترفت هيڠنز أن العائلة عانت من ضائقة كبيرة وأضافت: « كان الأمر مروِّعاً،لقد كنا في أزمة ويائسين من كل شيء ، كانت مجرد أشهر قليلة من مجرد البقاء وعيش كل يوم بيومه”.
وعندما سمعت (هيغنز) أن معسكر (كي سي سي) سيفتح قررت أن (إميلي) تحتاج إلى الراحة بقدر ما تحتاج بقية عائلتها وقالت :”كنا نعلم أنهم سيتخذون كل الاحتياطات اللازمة للتأكد من أن المكان آمن ومن الواضح أنكم تعرفون مقدار الخطورة ، لكننا أخذنا في الاعتبار ما فعله عدم وجود إيميلي مع اشخاص آخرين والذي كان صعبًا عليها ».
كما عانت من صعوبات فقدان المهارات التي كانت تعيشها بسبب الانقطاع في علاجها فقد كانت تتلقى علاجاً طبيعياً ووظيفياً في مؤسسة KCC ، كما تشارك في الأنشطة الترفيهية .
وتشمل نشاطات (إيميلي) المفضلة في المخيم دروس الموسيقى واللعب في الماء ، وتوصلها أمها إلى المعسكر مستغرقة ساعة ذهاباً وإياباً كل يوم إلا أن المزاج العام لابنتها تحسن بشكل كبير منذ تواجدها هناك.
ولم يكن فتح المعسكر سهلاً أثناء تفشي الوباء وقد تشاورت اللجنة مع مسؤولي الصحة العامة ومع مستشفى تورنتو للأطفال المرضى عند النظر في كيفية فتحه
ويستخدم المنظمون مبنى كبير بحيث يمكنهم المباعدة بين الأطفال و يأخذون درجة حرارة الجميع عند الباب ويحرصون على أن يرتدي جميع المستشارين والموظفين كمامات .
وقد كانت (شاينبيرغ) على علم أن القرار الذي كان الآباء يفكرون به حول إرسال أطفالهم كان قراراً حساساً حيث يعاني العديد من الأطفال من حالات صحية تجعلهم معرضين لمخاطر كبيرة إذا أصيبوا بالفايروس ولكن منذ اليوم الأول من المعسكر علمت أن موظفيها اتخذوا القرار الصحيح.
أوس الكثير من الآباء أطفالهم في الأسبوع الأول و جلسوا في سياراتهم و بكوا وقد انتابهم فيض من العواطف بعد أن أصابهم كل ما مروا به خلال الأشهر الأربعة الماضية وقد كان ذلك مشهداً عاطفياً بحق بالنسبة إلينا .