رئيس فرنسا يتعهد بتقديم المعونات بعد تفجير بيروت

ألقى المسؤولون اللبنانيون المستهدفون في التحقيق في الانفجار الهائل الذي مزق بيروت على وجود متفجرات في ميناء المدينة، وحذر الرئيس الفرنسي الزائر يوم الخميس من أن البلاد ستستمر في الغرق ما لم تدخل إصلاحات جادة.
وقد امتد الانفجار الذي وقع يوم الثلاثاء، والذي يبدو أنه ناجم عن حادث حريق أدى إلى إشعال مخزون من نترات الأمونيوم في الميناء، عبر العاصمة اللبنانية، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 135 شخصاً وإصابة أكثر من 000 5 آخرين وتدمير واسع النطاق. وبالإضافة إلى المواطنين اللبنانيين، كان من بين القتلى مواطنون كنديون وأميركيون، فضلاً عن دبلوماسي ألماني
وربما كان أيضاً سبباً في التعجيل بتفشي فيروس كورونا في البلاد، مع تدفق الآلاف إلى المستشفيات في أعقاب الانفجار. وأُجبر عشرات الآلاف على الانتقال للعيش مع أقاربهم وأصدقائهم بعد أن تضررت منازلهم، مما زاد من مخاطر التعرض للمرض.
وزار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الخميس وسط تعهدات واسعة النطاق بتقديم المعونة الدولية، بما في ذلك كندا. وأكدت سويسرا أنها أرسلت فريقا من المتخصصين، بمن فيهم مهندسون وخبراء في اللوجستيات، بناء على طلب لبنان، بينما ترسل بريطانيا سفينة تابعة للبحرية الملكية للمساعدة في جهود التنظيف وإعادة البناء في الميناء.
ولكن لبنان، الذي كان غارقا بالفعل في أزمة اقتصادية حادة، يواجه تحدياً رهيباً في إعادة البناء ومن غير الواضح كمّ الدعم الذي سيقدمه المجتمع الدولي للحكومة المشهورة بالفساد والاختلال.
وقال ماكرون، الذي رأى الميناء المدمر وكان من المقرر أن يجتمع مع كبار المسؤولين اللبنانيين، إن الزيارة فرصة لإجراء حوار صريح مع السلطات والمؤسسات السياسية اللبنانية.
وقال إن فرنسا ستعمل على تنسيق المساعدات، ولكنها حذرت من أنه إذا لم يتم إجراء الإصلاحات، فإن لبنان سوف يستمر في الغرق.
وفي وقت لاحق، وأثناء تجوله في أحد الأحياء الأشد تضرراً،صبّ حشد غاضب جام غضبه على الزعماء السياسيين في لبنان، مردداً “ثورة” و “الشعب يريد إسقاط النظام”، وهي الشعارات التي استخدمت أثناء الاحتجاجات الحاشدة في العام الماضي وقد قال ماكرون إنه لم يكن هناك لتأييد النظام وتعهد بألا تقع المساعدات الفرنسية في أيدي الفساد.
و قد صرح مروان عبود يوم الأربعاء لمحطة الحدة التلفزيونية المملوكة للسعوديين أن الخسائر الناتجة عن الانفجار تقدر بما يتراوح بين 10 و 15 مليار دولار أمريكي. في هذه الأثناء أكد رئيس الجمارك اللبنانية في مقابلة مع قناة LBC التلفزيونية يوم الأربعاء الماضي أن المسؤولين أرسلوا خمس أو ست رسائل على مر السنين إلى القضاء طالبين إزالة نترات الأمونيوم بسبب المخاطر التي تشكلها.