كيف أدت احتجاجات هونج كونج إلى سقوط تاجر مجوهرات كندي مشهور؟

الشركة التي تنقب عن الأحجار الكريمة الرسمية في ألبرتا على وشك الانهيار بعد الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية والجائحة التي تجمعت لمحو أكبر أسواقها.
الأموليت حجر كريم تقزحي نادر يوجد حصرياً تقريباً في ألبرتا، وتنتج الآن شركة كوريت إنترناشيونال، التي مقرها في كالغاري، حوالي 90 في المائة من إمدادات العالم وقد كانت مؤخراً نجماً صاعداً في عالم الأحجار الكريمة، مع ارتفاع الطلب في عام 2017. ولكن ثروات الشركة بدأت تتهاوى عندما بدأت الاضطرابات في هونج كونج كما فاقم وباء كورونا خسائرها المالية المتزايدة، وحصل كوريت على حماية الدائن في ٣٠ حزيران (يونيو)
ويعتبر الأموليت كنزاً وطنياً كندياً، مما يعني أن الحكومة الاتحادية يجب أن توافق على جميع الطلبات لتصديره.
يأتي الأموليت من أصداف مخلوقات بحرية متحجرة تدعى الأمونيتس ويمكن العثور عليها في عدة أماكن حول العالم، ولكن تلك الموجودة في جنوب حوض نهر ألبرتا فريدة من نوعها بسبب الطبقة السميكة من اللون والانحدارات واللتان تعدان مثاليتان لتصنيع الأحجار الكريمة.
وقال رينيه ترودل، مدير العمليات الميدانية في كوريت، لسي بي سي نيوز في عام 2017:كل الألوان فوق بعضها البعض ألوان قوس قزح وكلها طبيعية وهذا ما يجعلها واحدة من أندر الأحجار الكريمة في العالم وطريقة الحفظ في هذه الرواسب مدهش فلا يمكنك أن تجد في أي مكان آخر ألوان الطيف الكامل.
وفي عام 2015، استولت مجموعة من مستثمري كالغاري، بمن فيهم رئيس الشركة السابق جاي مول، على شركة “كوريت” بوضع خطط طموحة لتنمية الأعمال التجارية، وتوسيع نطاق عمليات التعدين، وإقامة شراكة مع موزع في آسيا، وذلك في إطار سعيهم إلى تعزيز مكانة الشركة وعند استيلائها على المناجم، كان منجم كوريت الواقع جنوب ليثبريدج قد توسع من هكتار واحد إلى أكثر من ثلاثة هكتارات، كما قالت الشركة إنها كانت تحاول جاهدة مجابهة الطلب المتزايد و توصّل المديرون التنفيذيون الى صفقة مع موزِّع صيني لزيادة مبيعات مجوهرات الأموليت في ذلك البلد.وللصين مصلحة فريدة في الأموليت ذلك لأن خبراء “فينغ شوي” يعتقدون أن الأحجار الكريمة يمكن أن تعزز الصحة والثروة والحكمة.
بدأت المصاعب المالية العام الماضي وشهد جزء كبير من مبيعات الشركة في آسيا معارض تجارية في هونغ كونغ، ولكن تلك الأحداث أُلغيت وسط احتجاجات مستمرة واسعة النطاق وعنيفة في بعض الأحيان، مما أسفر عن خسارة تتجاوز 2.4 مليون دولار في المبيعات المتوقعة، وفقا لوثائق الإفلاس التي قدمتها الشركة وقال جوردون هولدن الدبلوماسي السابق في بكين وهونج كونج، و مدير المعهد الصيني الآن في جامعة ألبرتا: إن أهل هونج كونج يقدرون الجواهر الثمينة وكلما كانت أندر كان ذلك أفضل
وذكر أنه في أثناء وجوده في هونج كونج العام الماضي عندما كان “كوريت” يعرض منتجاته للمشترين الصينيين أن المظاهرات خلقت وضعاً غير عادي، فقد تعطل النقل، كما تعطلت حركة المطار بعض الأحيان. وكان يعتقد أن الأمر برمته يمكن السيطرة عليه إلا أنه كان يؤثر على الاقتصاد المحلي . وقال إن الوباء كان أكثر تحدياً للشركات الكندية التي تعمل في آسيا بسبب القيود المفروضة على السفر.
ومنذ أوائل آذار/مارس،ووفقاً للوثائق، لم يسجل كوريت أي مبيعات جديدة في قطاعي البيع بالتجزئة والرحلات السياحية كما حصلت خسارة في المبيعات المتوقعة تزيد على 6.1 ملايين دولار. وفي نهاية نيسان/أبريل، بلغت قيمة الخصوم المستحقة على الشركة 16.4 مليون دولار، وقيدت أصولها بحوالي 20 مليون دولار، بما في ذلك أكثر من 6 ملايين دولار في شكل حقوق ملكية ومعدات ومعادن. وكما هو الحال مع العديد من الشركات الآن، يصعب تقييم التوقعات المالية لكوريت لأن هونغ كونغ لا تزال متقلبة لفترة غير محددة، ومن المتوقع أن يستغرق قطاع السياحة العالمي عدة سنوات لكي يتعافى حتى مع إعادة فتح بعض متاجر التجزئة إلا أنه لم تصدر بعد أية طلبات جديدة لشراء المجوهرات فالشركة لم تعد تستطيع أن تتحمل نفسها ويتعين عليها أن تعيد هيكلة ميزانيتها العامة وتكاليف تشغيلها، وفقاً للوثائق
ووفقاً لوثائق المحكمة تجري عملية العثور على مستثمرين أو بيع الشركة أو الموجودات وذلك لمساعدة الدائنين على السداد.