
إن المرض الذي كان يُعتقد أنه يصيب الرئتين يُعتبر الآن مرضاً منهجياً يستهدف كل أجزاء الجسم تقريباً.
وقد تغيَّر مفهومنا للفيروس تغييراً كبيراً خلال الأشهر الخمسة الماضية فما كان يُعتقد في البداية أنه مرض يؤثر في الرئتين، يُرى الآن كمرض شامل يستهدف كل جزء من الجسم تقريباً.
يصيب فيروس كورونا المسبب للمتلازمة التنفسية الحادة الخلايا في السبيل التنفسي بصورة تفضيلية، كما ذكر الباحثون في مقدمة مجلة نيو إنغلاند الطبية في أيار/مايو. ووجدوا أنه يمكن اكتشافه في أعضاء متعددة، بما فيها الرئتان والبلعوم والقلب والكبد والدماغ والكليتان .
فالأنف والعينان والفم هي الأماكن التي يدخل منها فيروس COVID-19 عندما يحتك شخص بآخر مريض ينثر رذاذاً بالكلام أو السعال.
وقد يصاب أيضاً عن طريق لمس أشياء ملوثة برذاذ موبوء ثم وضع اليد على الفم أو العينين.
ويقول الباحثون أن السبب يعود إلى امتلاكنا جميعاً مثبطات عمل الإنزيم المحول للأنجيوتنسين في مسالك الأنف والجهاز التنفسي التي هي بروتينات ترتبط بالنتوء الموجود على سطح الفيروس، مما يسمح له بالغزو ونسخ نفسه.
وقد وجد الباحثون أن الالتهاب الهائل الذي يسببه يمكن أن يزيد خطر السكتة الدماغية و وجد علماء في مجلة جاما لطب الأعصاب في تموز 2020 أن مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية لدى المصابين بالفايروس تزيد مقارنة بالمرضى المصابين بالإنفلونزا.
وفي الواقع، أُصيب ٣٢ مريضاً بالكورونا من الـ ١٩١٦ بسكتة دماغية مقابل ثلاثة مصابين بالأنفلوَنزا كما وأُصيب أيضاً 3 في المئة من المرضى في ووهان بالصين البالغ عددهم 214 مريضاً والذين أُدخِلوا المستشفى بعد إصابتهم بالفيروس بسكتة دماغية وفضلاً عن ذلك، بدأت تظهر أدلة جديدة نُشرت في مجلة لانسيت للطب العصبي تشير إلى أن الفيروس قد يسبب أيضاً أعراضاً شبيهة بالخرف.
ويمكن للفيروس أن يتمركز في الرئتين بسرعة مما يسبب انخفاض معدلات الأكسجين بشكل كبير حيث تبدأ الرئتان بالامتلاك بالسوائل وتصبح ملتهبة بعد بضعة أيام من العدوى، مما يؤدي إلى الأشعة السينية الغائمة المميزة لرئتين مصابتين بالفيروس.
كما بإمكانه التسبب بمضاعفات في الرئة مثل الالتهاب الرئوي ومتلازمة ضيق التنفس الحادة التي تهدد الحياة لأن الرئتين لا يمكنهما إمداد ما يكفي من الأكسجين لإبقاء الجسم في حالة عمل . وبحسب جامعة جونز هوبكنز، يمكن أن يحدث التسمُّم أيضاً، مما يعني أن جهاز المناعة في الجسم يبالغ في ردة فعله ويهاجم أعضاءه.
وتشير بحوث جديدة إلى أن الفيروس يمكن أن يؤدي إلى عدوى في القلب أو التهاب في عضلة القلب. وفي دراستين نُشرتا في مجلة جاما لطب القلب (بالانكليزية)، وجد الباحثون التهاباً واسع الانتشار سبَّبه المرض وربما سبَّب أضراراً في القلب بسبب جلطات الدم التي يمكن أن تعرقل تدفق الدم إلى القلب من الشرايين.
ووجدت دراسة أجرتها الرابطة أن 78 في المئة من البالغين الذين تعافوا كانوا مصابين بنوع من المشاكل القلبية وأن 60 في المئة منهم يعانون من التهاب مستمر في القلب.
كما أن الكليتين ضعيفتان لهذا الفيروس فوفقاً لما أفاد به جون هوبكنز فإن نسبة تصل إلى 30 في المئة من المرضى الذين أدخلوا إلى المستشفيات مصابين بالكورونا في الصين ونيويورك تعرضوا لإصابات كلية متوسطة أو شديدة.
ويعتقد الأطباء أن الفيروس يلتصق بخلايا الكلى لأن لديهم مستقبلات يمكنهم الوصول إليها وحالما يلتصق الفيروس، يمكن أن يتكاثر ويلحق الضرر بالكليتين وهناك العديد من التقارير عن أشخاص لم يعانوا سابقاً من أمراض كلوية ، احتاجوا إلى غسيل كلوي بعد إصابتهم.
كما يعاني مرضى كورونا غالباً من أعراض الجهاز الهضمي مثل الألم والإسهال والتقيؤ وقد وجد الباحثون الذين نشروا تحليلاً شاملاً في لانست ل 29 حالة تمت دراستها للجهاز الهضمي والكبدي أن 15 في المئة من مرضى كوفيد أبلغوا عن غثيان أو تقيؤ وإسهال ونقص في الشهية ووجدت الأبحاث الأخرى أن الفيروس يتكاثر في الجهاز الهضمي ويمكن للكبد أيضاً أن يصاب بشدة بفيروس كورونا فبعد أن أجرى الباحثون تحليلاً شاملاً وجدوا أن 19 في المئة من المرضى في 12 دراسة كانت لديهم مستويات غير طبيعية من أنزيمات الكبد.
ولربما سمعتم عن طفح جلدي أحمر أو أرجواني يظهر على أصابع أصابع مرضى كورونا ، والعديد منهم من الأطفال. فقد ظهرت بقع حمراء على الأصابع أيضاً بعد العدوى ويعتقد الباحثون بحسب عيادة كليڤلنْد حدوث جلطات الدم بالغة الصغر في الأوعية الشعرية الدقيقة للأصابع .