
كثيراً ما يناضل مقدمو طلبات العمل المصنّفون على أساس عنصري ضد ممارسات التوظيف الرامية إلى إقصائهم
أتذكر جلوسي على الأريكة فى الليل متضايقة وخائبة الأمل من التفكير في كوني عاطلة أُخرى عن العمل حاصلة على درجة الدكتوراه، ولكن ليس بسبب نقص فرص العمل المتاحة.
فعند قراءة توصيفات الوظائف، أرى في كثير من الأحيان بيانات متنوعة تعبر عن التزام رب العمل بممارسات توظيف منصفة وشاملة ومع ذلك، لم أرَ أسماءاً عنصرية مثل اسمي في دليل موظفيهم ولم تتجسد مهمتهم المزعومة في بحر من الوجوه البيضاء التي رأيتها وأنا أمشي عبر مكاتبهم.
وعندما كنت أبحث عن عمل، فعلت ذلك على أساس أن البدء في برنامج الدكتوراه لن يعزلني عن ممارسات التوظيف المصممة لاستبعاد الأشخاص العنصريين ولا توجد سوى أعداد قليلة من الوظائف خارج الأوساط الأكاديمية تتطلب درجة الدكتوراه، كما أن الناس من غير البيض ممثلون تمثيلاً ناقصاً في التعليم العالي وفي مختلف الصناعات.
منذ البداية، لفت وضعي كمرشحة لنيل الدكتوراه انتباهاً سلبياً من مديري التوظيف كانوا يقولون أموراً مثل: “أنا على يقين من أنك تفضلين الجلوس طيلة اليوم أو هذه الوظيفة روتينية جداً أو ألن تجدينه مملاً؟ لقد كانت أسئلتهم غريبة جداً، وخصوصاً لأنهم عرفوا من سيرتي الذاتية عن رسالة الدكتوراه.
وكنت أتساءل عما إذا كان يتعين على المرشحين البيض، الذين يمثلون 76 في المائة من حملة الدكتوراه و 84 في المائة من المعينين في هيئة التدريس، أن يبرروا سعيهم للحصول على درجة عليا. وكنت أظن أن شهادتي الجامعية ستجعلني مرشحة متمرسة وذات خبرة عملية، ومهارات قوية في التواصل والتفكير النقدي. ومع ذلك، تم تجاهلي مراراً بسبب مقدمي طلبات أقل تأهيلاً قيل لي إنهم أنسب للمنصب أو للمنظمة.
هل كان هؤلاء المديرون قلقين بشأن مللي أو ما إذا كنت أستطيع أن أندمج في ثقافة العمل ـ وهي اللغة المشفرة التي تعبر عن الروح المهنية والتي تفخر بالقيم البيضاء والغربية ؟؟ أعتقد أنه الخيار الأخير.
والواقع أن الافتقار إلى العنصرية في المناصب القيادية واستمرار إحالة الموظفين يضمن تقريباً استمرار قوة العمل ذات الأغلبية البيضاء في توظيف الأشخاص الذين يشبهونهم ويفكرون مثلهم. وتأتي هذه الممارسات على حساب المرشحين المصنفين على أساس عنصري والمحرومين من الفرص، على الرغم من أن لديهم نفس مؤهلات المرشحين البيض. ومقدمو الطلبات الذين يحملون أسماء تبدو بيضاء اللون هم أكثر احتمالاً_ بنسبة 39 في المائة_ لدعوتهم إلى إجراء مقابلة من أولئك الذين يحملون أسماء هندية أو باكستانية أو صينية.
وعندما تمكنت من الحصول على وظيفة بدوام كامل في تطوير منحة البحث بعد ستة أسابيع، شعرت بالرعب عندما وبختني رئيستي الجديدة على سياسة مكتبنا التي لاتسمح بالعطور فقد قالت إن زميلاً في العمل تذمر مني بأني ذات رائحة كثيرة. واحمر وجهي، كل ما استطعت قوله هو “أنا لا أضع العطور، ربما كان المرطب الذي أستخدمه ؟ عندها قالت: إنه حل سهل ونهضت للمغادرة .
أغلقت الباب واتصلت بأمي وبكيت وفكرت في الذهاب للمنزل لأستحم.
قد يبدو هذا وكأنه رد فعل مبالغ فيه، ولكن من الصعب التغاضي عن أن يقال لكم إن وجودكم يسبب الإزعاج عندما تكونون الشخص ذو البشرة البنية الوحيد المحاط بزملاء عمل بيض . والمعايير المهنية مثل هذه السياسة الخالية من المخاطر من الممكن أن تديم التفوق الأبيض في أماكن العمل.
ونتيجة لذلك، غالباً ما أستجيب لراحة البيض. وأنا أبتسم للاعتداءات العنصرية المصغرة، كما حدث عندما افترض أحد أعضاء هيئة التدريس أنني موظفة استقبال، وإن كان قد تم تقديمي على أنني “د. مهراج “أو كيف كان زميل حديث يترك دائماً مقعداً فارغاً بيننا في الاجتماعات، وينظر إلى الأسفل عندما أتكلم، وينظر إلى الجميع باستثنائي. إن الهشاشة البيضاء تدعوني إلى عدم الشعور بالإهانة عندما يشار إلى الزملاء السود باعتبارهم كسالى أو من الصعب التعامل معهم وأتساءل عما إذا كان زملائي السابقون يعتقدون أن هذا النوع من السلوك حسن النية، أو على الأقل حميداً، وقد يهينهم أن يسمعوا غير ذلك، ولكن أقوالهم وأفعالهم مفعمة بمشاعر مؤذية أضرت بصورتي وقيمتي الذاتية.